ورقه و قلم
ورقه و قلم

Sunday, December 24, 2006

مصر

مصر....
حبيبتي....
امى

انتزعتنى من نومى صورتك فى ثوبك الابيض

يملأ الحنان عينيكى...و تفيض الانهار من بين يديكى

و وجدت دمعة حاره تسرى على وجنتى

تتسائلين لما الدموع.؟؟؟!!

أبكى لان قلبى تساوره الشكوك من كل جانب

أأنت فعلا أمى؟؟

أم أن هذه فقط كلمات زرعت بداخلنا

رددناها و حفظنها عن ظهر قلب...و لكنها وهم كبير

أيتها الحنون....... أين ذهب حنانك؟؟؟!!

كيف تحولت أنهارك الى شلال يهدم و لا يعمر

كيف تجولت مياهك الى دماء..و صحرائك الى قبور

أين حنانك يا أمى؟؟!!

لم أعهدك كذلك

كنت دائما لى صورة مشرقه فى قلبى

اتطلع لها بكل فخر و أعتزاز

أنظر لك فأبتسم لماضى...و أسعد بحاضرى...و أنتظر المستقبل الجميل معك

أهيم فيك حبا

و أرى العمر هين فأفديك به

ماذا حدث؟؟؟

و من أنت؟؟

اين أمى؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اجيبينى.........

قتلتيها؟؟؟...أم زججتى بها خلف القضبان؟؟

ان كنت قتلتيها...لأنتقمت لها و طعنتك فأزهقت حياتك.

و ان كانت أمى خلف قضبانك...لحاربت لحريتها حتى الموت.

و لكن الخوف كل الخوف........

ان تكونى أنت أنت .

أنت أمى..أنت الكلمات التى حفظها لسانى و رددها دون وعى.

تهتفين بى..
عهدتك رحيمه يا بنيتى... فأين ذهبت رحمتك؟؟

طمست يا أمى...
طمس ظلم الاخرين الرحمه بداخلى

و بقيت لى غصة فى حلقى
كلما حاولت ان انسى ما حدث
تذكرنى به

تذكرنى بأبناء لك ذاقوا الذل و الهوان
فما عاد نيلك يداوى جرحهم العميق
ثار التمرد داخلهم....حتى تمردوا عليك انت

لما صمتك؟؟؟؟
لما تنظرين الى هكذا؟؟؟
لا تشعرينى اننى اقترفت ذنبا بحقك؟؟
دافعى عن نفسك يا أمى
ارجوك
ارجوك

نكستى راسك ارضا
و قلتى بصوت منخفض
نعم يا بنيتى
قد تحولت مياهى دماء و صحرائى قبور
و ما استطعت الثوره و لا الاعتراض

و انتى تعرفينى جيدا.." أو كذلك ظننت"
ما كنت ابدا مستسلمه او جبانه
كانت رمالى عبر العصور قبر للغزاه
و لكل من جرأ على ايذاء اطفالى
حاربت من اجلكم مثلما لم احارب من قبل
دافعت عنكم
فانتم حياتى
و ما أكون أنا بدونكم..؟؟

و تأتين لى اليوم يا صغيرتى تتهمينى بالقسوه
ألا ترين الاغلال التى تقيد يدى؟؟
ألا تريهااااااا؟؟؟؟؟
أنها اغلال وضعت بها و أنصهرت بجسدى
فأصبحت جزء منه
لا استطيع نزعها
لا استطيع البطش بمن وضعها
أو تعلمين لما يا صغيرتى؟؟
لأنكم انتم أبنائى الاعزاء من وضعتموها....
منكم من وضع الاغلال باسم الدين و منكم من وضعها باسم الحريه
و تعددت الاسماء من بين ديمقراطيه و اشتراكيه...عولمه و ارهاب
و كل يوم يوضع غل جديد
ينصهر بجسدى
و مع كل غل تتنكس راسى ...اشعر بالعجز
فما لى قوه يا صغيرتى على قتال صغارى
كيف اقتل من حملتهم فى رحمى
و تغذوا بخيراتى
و سقيوا من انهارى
ما لى قوة عليكم يا صغيرتى
و اعلمى جيدا ان الجروح لا تقتل
الا جرح من تحبيه فهو جرح قاتل قاتل قاتل

صغيرتى المتمرده
انى الان احتضر
تكاتفت الاحزان و الهموم على
و لكنى مازلت اقاوم
اتعلمى لما؟؟
لانى اعلم جيدا ان لا حياة لكم بدونى
و اخاف عليكم موت و حساب
اخاف عليكم موت و حساب.....

امى...
يا و يلتى ...
قسوة عليك يا حنون
طعنتك كما طعنك الاخرون
امى
انا اسفه
انا اسفه

و لكن يا امى خبرينى
ماذا عسانى فاعله
انا خائفه
ضمينى حتى ابكى على صدرك
أحتوينى بداخلك ..خبئينى
ما عدت ارغب فى الخروج
الى اين اذهب؟؟...و مع من اكون؟؟
اين الابيض و ما هو الاسود؟؟
خائفة انا يا امى
خائفة من نفسى
خائفة من غيرى
و لكنى لا لست خائفة منك
فرغم كل شىء
يوجد حقيقة واحده مازلت اؤمن بها
انك انت امى..
انت الحنون الرحيمه
و ان كنت تنوين الرحيل يا امى
فلا تخبرينى
فقط استلى خنجرك و اطعنينى بقلبى
فالموت اهون لدى يا امى من ان اعيش بدونك

امى....
حبيبتى...
مصر.


Posted by big big girl...in a big big world :: 2:15 AM :: 1 comments:

إتفضل الورقه و القلم

---------------------------------------