Tuesday, February 13, 2007
عزف القلوب
ارق غريب لازمنى هذه الليله
رغم محاولاتى المستميته لتصفية ذهنى
لكى اتمكن من النوم
فكلما اغمضت عينى و حاولت ان اتخيل صفحة بيضاء حتى ابعد عنى افكارى
..اجد الصفحه امتلئت بالصور و الاشخاص و الكلمات
لم ينفعنى كوب اللبن الدافىء فى شىء
عقلى يرفض الاستسلام للنوم
ربما لانه يهاب الغد ...يريد ان يتمسك باليوم على قدر استطاعته
فغدا هو يوم من الايام العصيبه التى تمر بها الفتيات
عندما ياتى لها شخصا رآها مره او مرتين
و اعتقد ان بمظهرها هذا هى جديره ان تكون شريكة حياته المستقبليه
بمعنى اصح غدا هو مثل " سوق التلات" حيث تعرض البضاعه و يحدث الفصال حول امور حياتيه هى ارفع و ارقى من ذلك
تعرضت لهذا الموقف من قبل مرتين و فى كل مره اصاب بهذا الارق
المره الاولى و الثانيه كان نهايتهم خلاف عائلى بين الاسرتين او عدم ارتياح من ابى للشخص نفسه
اما انا فلم يكن لى دورا
لما؟؟
و ما هو دورى
ما الفرق الذى سيوجد بين حسن و لا محمد و لا عبد الله
كلها اسماء لاشخاص يجهلونى و اجهلهم
نظرية الزواج نظريه غريبه جداااا
تاتى بشخصين غرباء عن احدهم الاخر
و فى 4 اشهر تجعلهم رفقاء حياه
يستعجب منى اصدقائى كثيرا
اننى فى المرتين السابقتين لم يكن لى راى محدد فى الاشخاص
...
يقولون لى عبارتهم الشهريه " يا بنتى بطلى تحسبى كل شىء بالعقل"
يريدونى ان اريح عقلى و ادع لقلبى مساحه من الحريه
و لكن كيف و هو يرفض من الاساس
..
يرفض قلبى ان يعامل معاملة السلع..فاذا كان هذا هو الواقع فهو يختار التنحى و يدع العقل يتولى زمام المهمه
اخذت عيناى تجوب سقف غرفتى علها تجد ايجابة ما على تساؤلات هى لا تعرفها
تناهى الى اذنى صوت موسيقى فالس مرتفعه قادمه من الخارج
وجدتنى املل شفتى و اغبط الشخص صاحب الموسيقى على راحة باله
إمتزجت الموسيقى بضحكات انثويه خفيفه
وجدتنى اتسلل الى نافذة غرفتى...ازيح الستاره بحذر
ها هما هناك على ضوء القمر كانوا يتمايلون برشاقه تتنافى مع سنهم
إنهم جيراننا
قد ابتعنا بيتنا هذا منذ سنه...و كانت هذه المراه العجوز و هذا الرجل يثيرون فضولى كثيراو لكن اتباعا لمبداء " خليك فى حالك" حبست فضولى داخلى
غريبى الاطوار هما
تصدقون انهم دائما سعداء؟؟
دائما ما اسمع صوت ضحكات هذه المراه
و اجدهم فى الصباح منهمكين معا فى تنسيق الورود و ريها فى الحديقه
يجلسون معا فى شرفتهم و يستمعون الى اسطوانات قديمه فى الريكوردر العتيق
و ها هم الان تجاوزوا كل الحدود
يرقصون فى الحديقه و يتمايلون معا هكذا امام الناس جميعا؟؟؟؟؟
قطبت حاجبى و رسمت على وجهى نظره صارمه
و أزحت الستاره بقوه تعبيرا عن سخطى و رفضى لما يفعلون
ذهبت الى سريرى و وجدت ان صورتهم معا لا استطيع ان ابعدها عن ذهنى
و تساؤل واحد يملؤنى
عندما اصبح فى سن هذه المراه ..هل سارقص مع زوجى على انغام موسيقى..ام سنجلس انا و هوكالمحكوم عليهم بحكم اشغال مؤبده يعيشون معا كتقضية واجب ليس اكثر؟؟!!؟
ايقظتنى امى فى الصباح ملقبه اياى ببعض الالقاب التى اكرهها مثل "عروستنا الحلوه" و غيرها
..
كانت تريد بعض الطلبات من الخارج
فعرضت عليها ان ابتاعهم انا
و اصريت فانا اريد الخروج من البيت و استنشاق بعض الهواء عل التوتر داخلى يهدأ
بالفعل خرجت
و لم انسى ان ارمق بيت جارتنا بنظره لم ادرى كنهها
ابتعت الاشياء
و رجعت الى منزلى سيرا على الاقدام
و اخذت امارس هوايتى منذ كنت صغيره فى " الحنجله" ساعدنى على ذلك خلو الشارع من الماره
اقتربت من منزلنا و وجدت السيده جارتنا فى شرفتها جالسه و امامها براد الشاى الازرق الجميل
وجدتنى اقترب اكثر و اكثر
اتاملها بعيون مبهوره بها
حتى اننى اقتربت اكثر من الازم فلاحظت هى تطلعى لها
ابتسمت ابتسامه هادئه و قالت لى: كيف حالك؟؟
كنت كمن ضبط فى حالة سرقه
متلعثمه متردده قلت لها الحمد لله فى خير حال
فدعتنى لتناول شاى الصباح معها
قائله ان زوجها جالس فى ورشته داخل البيت يصنع شىء لا يحتمل التاخير على حد قوله
ثم اعطتنى نظره ضاحكه صاحبتها غمزه باعينها
يظننى اننى لا ادرى..فقد اقترب عيد زواجنا و هو يريد ان يفاجأنى بهديه ككل سنه ..و فى كل سنه اتصنع المفاجأه ..ثم اطلقت ضحكه من ضحكاتها مكمله يظن فى كل مره اننى لا اعلم ...
أيوجد احد فى الوجود فى طيبة قلب هذا الرجل؟؟
قالت سؤالها و لم تنتظر ايجابتى كانها تعرف الايجابه جيدا و لا تقبل بغيرها
اجلسى يا صغيرتى..قالت هى
ادركت اننى مازلت واقفه امامها كالتلميذه المعاقبه
جلست و بعد ان اعددت لى كوبى من الشاى نظرت لى و قالتما بك؟؟
تبدين مرهقه ..جفاكى النوم البارحه اليس كذلك؟؟
قلت متلعثمه كاننى احاول ان اخفى سرى الرهيب بانى " عروستهم الحلوه"
لا لا شىء
مجرد ارهاق
اعطتنى ابتسامه من ابتسامتها الرقيقه و اشارت لى بيديها ان اشرب
الشاى كان يحمل نكهه غريبه
نكهه تجعلك تشعر ان عقلك احاطه ضباب ليله شتويه..تجعلك تشعر بنسمات الهواء حولك و تشعر بقشعريره غريبه تسرى فى اوصالاك
توجهت لها بعيناى و قبل ان اسئلها و جدتها تقول: شاى بالاعشاب..له مزاق مميز..يساعد كثيرا على الاسترخاء و راحة الذهن
عجبا لها هذه المرأه كيف تعرف اسئلتى قبل ان انطقها..
لا العجب كل العجب هو لى انا..لما جئت اليها؟
أأاريد ان احكى همومى لانسانه غريبه تماما على لا اعرفها و لا تعرفنى
اى حمقاء انا
و قررت اننى ساشرب كوب الشاى و ارحل على الفور
اخذت هى نفس عميييق من الهواء و اغمضت عيناها للحظات و قالت: لا يوجد ابدع من نسيم الصباح مع كوب من الشاى المخصووص
ثم مطت شفتيها معربه عن اسفها و اكملت: كنت اتمنى ان يشاركنى عبدالله اياه فهو يحب هذا الجو كثيراا
قلت لها محاوله ان اخفى حقد فى قلبى: حفظه الله لكى ..لابد انكى تحبينه كثيراا
طلقت تنهيده عميقه و اغمضت عيناها مره اخرى للحظات و قالت و ابتسامتها لا تفارق شفتيها : انه رجل مميز جداااا
ثم نظرت لى و قد دب فيها حماس طفولى غريب و قالت: اتريدين ان احكى لكى قصة لقائنا الاول؟؟؟
قلت لها و كلى فضول: اتمنى ذلك
قالت:اذا اصغى جيدا يا صغيرتى
كان يوم حفلة خطوبة صديقه من صديقاتى و التى قررت ان تقيمه فى باخره على نهر النيل العزيز
جلست يومها مع صديقاتى فى المائده المقابله "للبست" حتى تتاح لنا افضل رؤيه
دخلوا معا هى بفستان وردى اللون و هو بالبدله السموكين السوداء..
كانوا كأبطال فيلم من أفلام السينما الامريكيه التى طالما سحرتنا معها و نحن فى هذا السن
و بدأت الحفل بموسيقى الفالس الساحره و رقصه من بطلى الليله
كنا جميعا نرمقهم بنظره لا ندرى كنهها..أهى نظرة تمنى ؟؟أم غبطه؟؟ أم ماذا ..لا ندرى
و أنطلقوا هم مع نغمات الموسيقى يتمايلون
و انطلقت كل واحده منا فى عقلها الى مكانها الخفى...من حين لاخر تسمع تنهيده تنطلق هنا او هناك
و انتهت الرقصه و ابتدت بعدها رقصات
انطلق الاصدقاء فى الحديث حول لون الفستان و عقدة البيبيون الخاصه بالعريس و غيرها من الاشياء
و لكنى يومها لم اكن معهم
كنت اشعر بنشوه غريبه
ربما هو النيل..فهو دائما صاحب تأثير قوى على...أشعر انه فارس قوى...يغار على محبيه..يرفض ان يكونوا فى حضرته و ينشغل بالهم الا به
أطلقت تنهيدتى الحاره و وجدت عينى و لاول مره يأخذها بريق حضور شخص آخر
كان واقفا على حافة الباخره
يرتدى بدله بيضاء اللون...شعرت انه يوجه نظراته لى.
.أرتبكت و أشحت بنظرى بعيدا
..تركت يدى تعدل من وضع شعرى رافعة راسى لاعلى..
كانى اقول لا ليس انا من كنت انظر اليك
وجدته يقترب من طاولتنا
و أخذت انا احاول تمالك اعصابى حتى لا يظهر على ما يحدث بداخلى
وجدته بكل بساطه يحنى قامته و يمدد يده الى داعيا اياى لساحة الرقص
ارتبكت كثيرا فلم يكن مسموح لنا الرقص مع الاغراب
و لكن نظرته التى كان يرمقنى بها و هو امامى كانت تحدثنى ان ليس لى خيار
وجدتنى اضع يدى بيداه و اتركه يقودنى الى ساحة الرقص
ابتدت الموسيقى و بدأنا التحليق
نعم لم أكن أرقص يومها..كنت اشعر بالسحاب تحت قدماى..ناعم و رقيق..كنا نتنقل من سحابه الى اخرى معا بكل يسر و سلاسه
لا يوجد احد غيرنا هناك...ينتشر حولنا ضباب وردى اللون و رائحة ورود بريه
عندما كنت صغيره كنت انظر للطيور و احسدهم على قدرتهم على التحليق
تمنيت يوما ان احلق انا الاخرى فى السماء
ان ادع خلفى الارض باهلها و همومها و افرد اجنحتى ..
يحملنى النسيم بعيدا لبلاد أبهى و أجمل
و اليوم ادركت ان الانسان يمكنه التحليق حتى و ان كان لا يملك الاجنحه
و فجأه توقفت الموسيقى
و اقول فجأه لاننى ما ظننت انها ستتوقف يوما
وجدتنى على ارض الباخره
و وجدت حولى الكثير يرمقونى و يتهامسون على جرأتى التى جعلتنى آراقص رجل غريب على
منحنى ابتسامه هادئه
..قبل يداى
..و تركها و تركنى معها وحيده حائره ذاهله
انتهت الحفله و توجهت الى منزلى و انا مازلت اشعر بسكرة رقصتنا معا
لم تكن لدى القدره ان أحاسب نفسى او انهرها على تعديها كل حدود اللياقه و مراقصتها لهذا الغريب
كنت مازلت اشعر بالضباب الوردى حولى فى كل مكان..مازلت اشم عبق الورود البريه
مازلت ارى عيناه التى لم تفارق عيناى طوال الرقصه للحظه
مرت الايام
حاولت بكل جهدى ان اعرف اى معلومات عن هذا الرجل
و لكن كل محاولاتى بأت بالفشل
وجدت فى يوم امى تحدثنى ان صديقتها تريد ان تاتى لتزورنا فى البيت هى و ابنها
و اعطتنى بعض الكلمات التى تقال فى مثل هذه المواقف
كنت من قبل ارحب بلقاء كهذا
..فكل صديقاتى تزوجوا هكذا
و ها هم يعيشوا حياتهم فى هدوء و نسبه من السعاده
التى و ان لم يجدوها مع الزوج نفسه
وجدوها فى رعاية بيتهم و اولادهم
لكنى وجدت نفسى ارفض بشده هذا اللقاء
حاولت معى امى و لكنى تمسكت برفضى
إننى أعلم انه هو نصفى الاخر
ما شعرت يوما لاحد مثلما شعرت له
بى يقين انه هو
و بى يقين ان مصيرى اصبح مرتبط بمصيره منذ هذا اليوم
توالت الايام
و لم يظهر هو
و ابتدت امى تضيق بى و بتشبثى بامل لا معنى له
حتى كان هذا اليوم فى النادى
عندما رايته خارج من ملعب التنس مع صديق له
ماذا افعل الان؟؟
سأذهب و أحدثه
نعم
لما لا!! دع التقاليد جانبا..دع كل شىء قيل عن ان الرجل هو دائما صاحب المبادره الاولى
فاذا كنت متمسكه به كل هذا القدر فلابد ان أذهب اليه
وقفت امام طاولتهم و وقف هو
مد يده لى و ترددت انا
كنت خائفه ان ياخذنى و نرقص مره اخرى
صحيح لم تكن هناك موسيقى حولنا
و لكن من يحتاج لموسيقى خارجيه و انا اسمعها بكل قوه و وضوح داخلى
اخيرا مددت يدى اليه
تلقاها بيديه و منحنى ابتسامته الهادئه
ظللنا فى مكاننا بلا حديث
لا ادرى انا ماذا اقول
و كنت اظنه هو كذلك
اخيرا قررت هدم سور الصمت و قلت معرفه نفسى:آمال ابراهيم
هز راسه و رفع يديه و أخذ يشير بهم بعض الاشارات
رفعت حاجبى أيسخر منى؟؟
فوجدت صديقه يعرفنى بنفسه و يقول لى استمحيك عذرا..فعبد الله لا يسمع و لا يتكلم
اخذت اقلب نظرى بينهم
و قلت بصوت متردد..لا يسمع و لا يتكلم...كيف لا يسمع؟؟!!كيف رقص معى اذا؟؟
منحنى صديقه نظره خاصه
و قال اذا هو انت...انتى فتاة الباخره
و وجدته هو يصنع بعض الحركات مره اخرى
و فسرها لى صاحبه انه يعتذر لى و انه سعيد بمقابلتى
مد يده لى مودعا
و تركنى مرة اخرى
عدت هذا اليوم الى منزلنا مصابه بحاله من الدهشه
اصم؟؟؟؟
كيف؟؟؟؟
ايمكن للاصم ان يرقص على نغمات الموسيقى بهذه البراعه؟؟
هل هذه هى نهاية حلمى؟؟
امتلأ ذهنى بصورته ...كانت صورته صامته مثله..لكنها كانت محاطه بهاله من الضوء الذى يصاحبه اينما ذهب
همت مع صورته ..أزدادت نغمات الموسيقى التى يعزفها قلبى قوه
و وجدت نفسى بى نفس اليقين انه هو قدرى
سواء كان اصم ..كفيف..مريض حتى و ان كان مخلوق من الفضاء الخارجى
هو قدرى
قررت اننى من الغد سأبدأ تعلم لغة الصم و البكم فى احدى الجمعيات المهتمه بهم
فان كانت هذه هى لغته ..اذا فهى لغتى
قضيت اسبوعين منهمكه بشغف كبير فى سبر اغوار عالم الصم
تعلمت لغة الاشارات
حاولت ان اجد ايجابات عن كل اسئلتى عن حياتهم و احوالهم
و لكنى ما توصلت لمعرفة كيف رقص معى بدون موسيقى
من الواضح انك كنتى شخصيه مقدامه..قلت لها مقاطعه
قلت ما قلت و انا مبهوره بعزمها و ثقتها فيما فعلته
قالت:لا يا صغيرتى لم اكن كذلك طوال حياتى..لكننى حينها كانت تحركنى قوه خفيه..قوه لم تكن فى من قبل..كنت على استعداد ان اقف فى وجه الجميع صارخة باعلى صوتى انه هو رجلى و كلى فخر و ثقة به
تنهدت تنهيده من تنهيدتها المصاحبه لابتسامتها الخفيفه
ثم استطردت مره اخرى
بعد انتهاء الاسبوعين كنت اجدت اجاده تامه لغة الاشارات و بقى لى ان ابحث عنه مره اخرى
ذهبت الى النادى و توجهت الى ملعب التنس و سئلت العامل عنه
اخبرنى مواعيد تدريبه ..لم يكن اليوم من ايامه فشكرته و هممت ان انصرف..فقال لى كمن تذكر شىء الاستاذ عبد الله فى جنينة النادى الان يمكنك ان تجديه تحت شجرة البلوط هناك و ابتسم ابتسامه بها الود المصرى المحبب
شكرته بابتسامه و توجهت الى الجنينه
ماذا ساقول له؟؟
ماذا سيظن بى؟؟
بالطبع مجنونه..متهوره..الكثيرر و الكثيير
أأتراجع؟؟
لالن يظن هذا و لا ذاك
سيعرف اننى محبه و المحب يغفر له اى حماقه
و كان هناك
تحت شجرة البلوط
جالس على ارض الجنينه و ظهره الى جذع الشجره
كان يحمل دفتر و قلم منهمك هو فى كتابته..من حين لاخر ينظر الى الفضاء امامه و يعود مره اخرى الى دفتره و قلمه
ظللت فتره صامته بلا حركه فقط اتامله
لا ادرى كم مر من الوقت حتى رفع راسه ناحيتى و رانى
نهض و توجه الى و على وجهه ابتسامته العذبه
حيانى بامائه من راسه
و كنت انا صامتة كتمثال
كل ما كنت افعله هو اننى اتأمله
كنت قد سمعت جمله من قبل و لم اعرف معناها حتى كان هذا اليوم
انك حين تحب ترى عمرك و اولادك و بيتك فى عين من تحب
رايت فى عينيه مستقبلى و اولادى و بيتى
رايتنى انا و هو جالسين معا و قد تقدم بنا العمر و لكن دفء حياتنا لم يذهب
حبنا لم ينضب
مازلنا كاول لقاء
مازلت الرعشه التى سرت فى اوصالى فى اول لقاء لى به كما هى
ظللنا صامتين بلا حراك حتى اخذ هو بيدى و جلسنا معا
تحدثنا و تحدثنا
حتى غابت الشمس و حان وقت الرحيل
افترقنا و لكن هذه المره على وعد جديد باللقاء
تجددت لقائتنا يوم بعد يوم
عرفت انه اصابه الصمم منذ عشر سنوات فى حادثه تعرض اليها
تعلم لغة الاشارات و تاقلم مع حياته الجديده
كاتب هو
و لكنه يكتب بحروف من نور
حين تقرا كتاباته تشعر انها فى سلاسة سيموفونيه من سيموفنيات بيتهوفن او شتراوس
يكتب فى الصحيفه اليوميه فى قسم الادب
يملك ايضا ورشته الخاصه للفخار
يحب ما يفعل كثيرا
برغم اعاقته الا انه اجتماعى مرح
احببت كل تفاصيله
احببت حوار الاعين
و تمنيت ان اقضى معه ما تبقى لى من الحياه
تقدم لخطبتى
و واجهنا الجميع معا
نعتنى الكثيرون بالحماقه و الهوج
كنت اشعر نحوهم بالشفقه
فهؤلاء المساكين لم يشعروا بما شعرت
لم يعيشوا ما عشت
ينظرون للحياه بماديه تقتل فيها كل المعانى الجميله
تزوجنا و انجبنا
مرت سنين العمر و لكنها لم تمر هباء
عشنا معا كل لحظه
احببت ضعفى و قوته
احببت الامان الذى اشعر به و انا فى جواره
و عرفت كيف يرقص بلا موسيقى
قال لى انه يراها فى عيناى
يشعر بالنغمات تنطلق منهم الى قلبه فيستشعرها بلا اذان
اتذكرين يا صغيرتى لنزار بيت من الشعر يقول فيه
كلماتنا فى الحب تقتل حبنا
ان الحروف تموت حين تقال
فكثيرون يا عزيزتى هم من يجيدون عذب الحديث
و لكن مع مرور الوقت
تملين الحديث العذب
تملون معا حياتكم و تبحثون خارجها عن ما هو جديد
تبقون معا فقط لانه واجبكم
تجلسون معا صم بكم برغم وجود السنتكم و آذانكم
كل منا يا صغيرتى له انسان هو قدره
انسان يرى به مالا يراه الاخرون
انسان لا يحتاج معه للكلمات كى يعبر عما بداخله
فهو يستشعره بلا كلمات...تمتزج روحكم معا فتصيروا مخلوق غريب على الناس عزيز عليكم
فلا تتعجلى قدرك يا صغيرتى
انه هناك فى مكان ما
ينتظرك
فلا تملى انتظاره انتى ايضا
فالسعاده التى يبحث عنها الجميع فى حياتهم تستحق الانتظار
خرج رجل من الداخل ..منحنى ابتسامه هادئه
انحنى و قبل جبين المراه و جلس معنا
تبادلوا هم بعض الاشارات و ترجمتها لى هى
استأذنتها ان ارحل
و شكرتها لحسن ضيافتها
و ذهبت عنهم
مترنحه..ارى امام اعينى تفاصيل قصتهم
اراهم يرقصون معا ..يبكون معا..يضحكون معا
ذهبت الى منزلى و توجهت الى امى
طلبت منها ان تعتذر لضيوف اليوم
رفضت بشده..حاولت معى
و لكنى تشبثت براى
فانا لن اضحى بسعاده يمكن ان اعيشها
سانتظر قدرى
سانتظر الرجل الذى ارى فى عينيه بيتى و اولادى و عمر سيكون
سانتظر من يكسر صمت حياتى
و يعزف على اوتار قلبى فيخرج منه اجمل النغمات
سانتظر من تكون عيناى مرساه و عنوانه
سانتظره هو
Posted by big big girl...in a big big world ::
9:56 AM ::
6 comments:
إتفضل الورقه و القلم
---------------------------------------