جلس فى مقعده المفضل و طلب كوب القهوه و الارجيله اغمض عينيه للحظات و اخذ نفس طويلا من الهواء النقى كم يشعر بالراحة الان كل الهموم يمكن ان تنهيها قعدة العصارى فى قهوته المفضله المطله على بحر الاسكندريه العزيز على قلبه تنهد تنهيده حاره و نظر للورقه و القلم القابعين على المنضده امامه فى هدوء ماذا سيكتب اليوم؟؟ أخذ يقلب عينيه فى الوجوه حوله عله يجد فى عيون احدهم قصه ياخذها و يصيغها على اوراقه البيضاء عاد و نظر امامه ثانية وراودته رعشه خفيفه سرت فى اوصاله و رسمت الابتسامه على شفتيه آهه منك ايها القلب الماكر انت تعرف جيدا عن ماذا تريد الكتابه كلما جئت هنا لا تتنازل عن ان تكون هى ملهمتك و كيف تكتب عن غيرها و كل ركن صغير يذكرك بشىء عشته معها استند الى كرسيه و ارتشف رشفة من قهوته و سرح خياله فى اركان المكان
هنا كان اول لقاء لهم بين مجموعه من الاصدقاء كانت هى صامته كعادتها عند الهرج راقبها هو راقب تاملها لتفاصيل المكان راقب لمعة عينيها التى اضائتها الدموع كما تضىء النجوم السماء راقب مزاحها مع عم راضى العجوز الذى يقوم على الطلبات و لاول مره يرى ابتسامتها ابتسامه تراها فتشعر ان العالم جميعا يبتسم معها و انتهى اللقاء الاول بلا شىء مميز غيرها هى..
و كعادته اتخذ منها كوجه جديد مصدر لالهامه فاخذ ليلا ينسج خيالاته فى قصه هى بطلتها
و كان اللقاء الثانى فى نفس المكان و لكن بدون الهرج السابق اقتحمها هو بحديثه فوجدها على عكس ما تصور تعرف عن كل شىء ..شىء لديها نظرياتها الخاصه فى الحياه عنيده الى حد الموت متقلبه كالبحر مجنونة الطباع عصبية المزاج و وراء كل ذلك طفله صغيره تركض نحو الحياه بلا خوف انطلقت منه ابتسامه رغم عنه عندما تذكر كيف كان يثير عصبيتها فتقفز فوق المقعد و تكشر عن انياب لا وجود لها مهددة اياه بالقتل شنقا غريب هو و غريبة هى فلما اجتماعا كانت بينهما نوعا غريب من الكيمياء البشريه و رغم ذلك لم يشعر يوما انها تفضله عن الاخرين لو انها فقط اعطته امل لما كان يجلس وحيدا الان يتذكر ماض كان تسال بينه و بين نفسه كثيرا هل هى فتاة الاحلام؟؟ هل يستطيع تقبلها بكل التناقضات و التضادات داخلها و اخذ يقنع ذاته ان الحياه معها تكاد تكون مستحيله لا لا ليست هى
نبرع نحن فى تغيير اوجه الحقيقه و نبرع اكثر فى اقناع ذاتنا بها اوليست هذه التناقضات و هذا الجنون الجميل هو ما دفعه اليها دفعا احمق كان و لكن ما كان قد كان
ايمكن ان تكون مازلت تاتى الى قهوتهم المفضله و فى يديها كتاب الشعر العزيز
اخذت منه دواوينه يوما طلب منها ان تقرأهم معه و لكنها رفضت قائله "لى طقوسى الخاصه فى القراءه و منها اننى احب القراءه منفرده" كان يتمنى ان يرى انفعالتها مع قصائده كان يريد ان يرضى غرور الكاتب بداخله
كانت له رمز لكل ما هو جميل كان يرى فى عينيها مصر بهمها الساخر
نظر لهاتفه الملقى على الطاوله امامه أيمكن؟ ماذا لو لم تعد هى هى؟ ماذا لو لم تتذكره؟ ماذا لو كانت الحياه رسمت لها خطوطا جديده فاصبحت فيها زوجه و ام؟؟ مليون ماذا و ماذا دفعته للامساك بالورقه و القلم فبهما يمكنه ان يحدثها بلا ماذا و لا خوف و بدأ كتابة قصه هو بطلها الاول بلا منازع
******************************************************************** حريتك تاتى من داخل نفسك فلا تغلل يداك بنفسك و تعود و تشكو همك و لا تعش حياة التمنى فان كانت الاغلال هى واقع الحياه...فتعلم الاستمتاع بملمسها