غرفة الطبيب _______ تتقدم الفتاه إلى الطبيب بنتيجة الفحص .. تثبت الأم نظراتها على وجه الطبيب علها تستشف منه أخبار عن حالة إبنتها الصحيه..
تترقب الأم كمن ينتظر حكم الإعدام و على ملامحها امارات القلق
تتململ الفتاه فى مقعدها و يرتسم على وجهها قلق ممزوج بسخط .. أخيرا يرفع الطبيب عينيه عن التقرير و يتفحص وجه الفتاه عله يجد مفتاح لشخصيتها يستطيع أن يلقى لها بالخبر من خلاله يقول لها:شايف فى عنيكى قوه و تحدى اكبر من سنك بكتير
الفتاه:جوايا حجات كتير و بيتهيقلى اخر المنضمين ليا هو قلب مريض
.يطرق ثوانى و يقول:كل أإبن آدم هو صاحب عله منا اللى بتظهر عليه و منا اللى بتختفى علته فى نفسه أهم شىء أن نثق فى رحمة الله عز وجل
هنا تهتف الأم معلنه انتهاء الحديث الفلسفى الذى إستنفذ كل صبرها:خير يا دكتور..التحاليل بتقول إيه؟
يعدل نظارته على أنفه و يحاول جاهدا أن يمنح صوته ثقه و هدوء عله ينقله إلى الام : التحاليل بتقول ان مروه قلبها تعبان شويه..فى خلل فى وظائف الشريان التاجى
هوى الخبر على الأم كسقوط الجبل حتى خيل للطبيب ان الشيب اصابها فى لحظات
بينما رفعت الفتاه رأسها فى إعتداد و تحدى محاوله أن تخفى صدمتها و دموعها بإظهار قوه لا تملكها و قالت له و هى ترمقه بنظرة التحدى التى تحمل فى طياتها إتهام كأنها تتهمه لكونه صحيح و هو الكهل الكبير و هى الفتاه التى فى مقتبل عمرها عليلة القلب..:و ايه النتائج المترتبه على قصور الشريان ده؟؟
تباطء فى قوله:يترتب عليه انك لازم ترتاحى كويس ..مفيش إجهاد..مفيش اى عمل عنيف..الانفعال ممنوع و هنفضل متابعين مع بعض الحاله و هكتبلك دوا تستمرى عليه لفتره و باذن الله اول لما الحاله تستقر هيكون املنا فى ربنا كبير ان الحظ يحالفنا فى اجراء العمليه
نهضت الفتاه معلنه انتهاء اللقاء: الحظ سلاح الضعفاء يا دكتور
علقت مروه نظرها على سقف الحجره و أخذت تنظر له بتعمق و فكرها يأخذها إلى بعييد...لما؟؟؟ سؤال يتردد على ذهنها..لما هى؟؟
نظمت حياتها و توقعت كل شىء
توقعت الازمات و خططت كيف ستتخطاها
فهى دائما لديها خطتها الاحتياطيه التى تنقذها فى اى لحظه
و لكنها أبدا لم تأخذ فى إعتبارها احتمال المرض..
كيف تتوقع ذلك و هى لم تبلغ عقدها الثلاثين بعد أن تصير حياتها مهدده بالانتهاء فى اى لحظه
صرخت بقوه:ده ظللللللللللمممممم, ليه انا؟؟؟؟
لسه معشتش حياتى علشان تنتهى
لسه قدامى احلام و امانى
كنت اتمنى ان اعيش حياة العاشقه التى تترك كل شىء فى سبيل عشقها..حياة المرأه الناجحه التى ينظر لها الجميع بإنبهار و تقديرحياة الام و الجده التى تحاط بالرعايه من الجميع
ارتسمت على شفتيها ابتسامه سخريه و هى تردد ممنوع الاجهاد..بمعنى اصح ممنوع الحياه..و هل حياتنا الا سلسله من الاجهادات المتواصله
العمل اجهاد
الطموح اجهاد
الامل اجهاد
حتى الحب اصبح رافاهيه و اجهاد لا تتحمله
لم تستطع منع دموعها فى هذه اللحظه من الانطلاق
ماذا ستقول له؟؟
أساتقول أنها عليلة القلب؟؟
و انها لن تستطيع الزواج منه؟
كيف ستخلع دبلته الذهبيه من اصابعها؟؟
و هو..ماذا سيفعل؟؟
بالطبع سيشفق عليها..تبا أكثر ما تكرهه هو شعور الشفقه حتى و إن كان منه هو
و ربما يطالبها بالانفصال..لما يربط حياته بحياة فتاه عليلة القلب..لا لا..انه يحبها يعشقها يقول ان لا حياه له بدونها و انها كانت إستجابة دعوه دعاها من زمن ان يقابل فى حياته من يستقر قلبه و يهدأ بين يديه
لا..لن يتركها
أستنتظر هى لتعرف هل سيتركها ام لا؟؟ أستنتظر لتعرف؟؟
لاهى اقوى من ذلك كله مازالت هى المسيطره ,أوليست هذه هى حياتها إذا لها هى وحدها القرار الاول و الاخير . _________________________________________________________________________________________________________________
المستشفى _____
الطبيب:جهزوا اودة العمليات بسرعه
قالها و هو لا يكاد يتمالك نفسه..يالها من عنيده حمقاء..أتتحدى القدر؟؟
ماذا كان يدور بخلد هذه الفتاه لتفعل ما فعلته
قالت امها انها استيقظت صباحا ..جاءت لها و احتضنتها بقوه و تركتها بعد ان طبعت قبله على وجنتيها
و لم تدرى الا وصوت غريب يتصل بها و يقول أن ابنتها قد فقدت الوعى فى تراك النادى..هذه العنيده ظلت تركض حتى اعيت قلبها و سقطت
عنيده حمقاء..و لكنه يشفق عليها يشفق ان تضيع ابتسامه لم يشهد مثلها من قبل
إذا كانت هى عنيده فأنا أشد عندا و باذن الله لن اتركها
غرفة العمليات _______ الفتاه مستلقيه و قد قرر الطبيب ان اجراء العمليه هو الامل الوحيد لها الان..
قرار يحتمل خطوره و لكن لم يعد لديه غيرها
ستغرقت العمليه 3 سعات و عدها خرجت الفتاه الى العنايه المركزه و ذهب الطبيب الى الام ليطمئنها قال لها :انا مش هقولك وعود يا امى مش اقدر اوفيها الامل كله فى ربنا دلوقتى بس بنتك عنيده و قويه و مظنهاش هتستسلم للموت بسهوله
لو مرت 24 ساعه اللى جايين بخير هترجع لينا مروه تانى باذن الله تنور بضحكتها الدنيا.
دخل الطبيب الى غرفته و بعد ساعتين اتت ممرضه راكضه تصرخ الفتاه توقف قلبها
انطلق راكضا الى غرفتها و طلب جهاز الصدمات..امسكه بيديه و امر الجميع بالابتعاد قائلا:مش هسيبك تموتى يا عنيده..مش هسيبككك
فى عقل مروه _______ أين انا؟؟ رددت هى بتعب و ارهاق و هى تحاول ان تنهض من على سريرها الوثيرنظرت حولها ما هذا؟؟هذه ليست غرفتى..
كانت فى مكان اشبه بالمعابد الفرعونيه القديمه ..كانت ترتدى زيهم
أهى تحلم؟؟
ام تهذى؟؟
جائتها فتاه تقول لها صباحا مشرق يا مولاتى
مولاتك؟؟
قالتها بدهشه
قالت الفتاه نعم مولاتى و ولية نعمتى لقد اعددت لكى مولاتى حمامك الخاص و ملئناه لكى بالورود فاليوم موعد رجوع الفرعون الاكبر من غذوته الاخيره و لابد لنا ان نخرج لاستقباله فى الموكب على حدود البلاد.
موكب و فرعون..هى امرأة الفرعون؟؟
اهذا نوع من تناسخ الارواح؟؟
اخر شىء تتذكره هو انها حين ركضها فى تراك النادى اصابها الم شديد فى قلبها و سقطت ارضا لا تتذكر شىء بعد ذلك
هى ليست من هذا العصر..
اهى الان ميته و سكنت روحها امرأه اخرى
من يدرى ربما
اى كان فقد تمنت من زمن ان تعيش حياة الفرعونه العاشقه..
ما اجملها من حياه
نهضت و كلها شوق لحياتها الجديده
بعد انتهائها من حمامها الملكى نظرت فى المرآه و امتلئت نفسها بالرضا و السرور
أتى لها رجل قائلا:صباح الخير مولاتى..
نظرت له قائله:صباح مبارك يا رجل
وجدته يقترب منها قائلا:مولاتى فى أوج جمالها اليوم اتمنى ان تظلى كذلك حتى لا يشعر الفرعون باى شىء
قالت:هل هناك شىء من الاساس؟؟
اقترب اكثر و اكثر : لا يا مليكة قلبى و زنبقة حياتى كل شىء سيصير على ما يرام فابننا الذى تحمله احشائك سيولد ليكون ابن الفرعون و ملك البلاد حتى اذا بلغ اشده اتمننا خطتنا و قتلنا الفرعون و اصبح ابنى و ابنك هو الفرعون.
دفعته عنها بقوه قائله:ابنى و ابنك؟؟؟؟ ماذا تقول ايها الشقى؟؟ انا خائنه؟؟ و يحك سآمر الفرعون ان يقطع راسك يا خسيس
الرجل باستنكار: اتتنكرين لى الان؟؟ اتتنكرين لحبنا؟؟ الم تضعى انت الخطه من البدايه؟؟ لم يخطئوا حقا حين لقبوكى بالافعه الناعمه
هوى كلامه عليها كالصاعقه تركته راكضه الى الحديقه هى خائنه؟؟ هى متآمره؟؟ هى قاتله؟؟ كيففف؟؟ كيفف؟؟ ايمكن ان تتخلى عن كل مبادئها و قيمها فى يوم..هى تعرف نفسها جيدا ما كانت يوما خائنه..كيف حدث ذلك؟؟
وجدت خطاها تذهب بها الى المعبد و هناك قابلها الكاهن الاكبر قائلا :مولاتى كيف حالك
صرخت به:لست مولاتك و لا مولاة احد ..انا خائنه..انا استحق القتل رجما
و قصت عليه كل شىء
نكس الكاهن راسه قائلا:ما زال باب التوبه مفتوح لكى مولاتى
توبه..تمتمت بمراره أأتوب من خيانتى أم من تآمرى لقتل زوجى؟؟
كم تمنيت من قبل ان احيا حياة الفرعونه العاشقه و ها هى امامى فاجدنى فيها خائنه قاتله
يا و يلتى و من يتقبل توبة امراه آثمه مثلى؟؟ أسيتقبل الفرعون توبتى؟؟ نظر لها و اطرق للحظات يتقبل توبتك ربك و ربه..
قالت كانها لم تسمعه ساذهب اليه اترجاه ان يغفر لى هو يحبنى من المؤكد و سيغفر لى لا لا لا لن اقول له شىء من الاساس و هو لن يعرف شىء
نعم هذا هو الحل انطلق الموكب على حدود البلاد و نزل الفرعون من هودجه جريت عليه قائله: مولاى و سيدى حمدا للرب على سلامتك عدت منتصرا فاتحا كعادتك
نظر لها و قال:نعم عدت ..عدت لاكتشف خيانتك..عدت لانهى حياتك يا خائنه..و رفع يده و قال اقتلوها
و انطلق السهم المسموم الى قلبها________________________________________________________________
قالتها فتاه فى العشرينات من عمرها... باشمهندسه حضرتك تعبانه؟؟؟
أين أنا الان؟؟.
.ما هذا المكتب الذى اجلس خلفه؟؟
لقد كنت احيا حياة الفراعنه منذ قليل و تلقيت سهما قاتلا فى قلبى
اذا هى حياه جديده
الى متى سأظل احيا حياة الاخرين؟؟؟
و ما الذى ستخبأه لى هذه الحياه؟؟
نظرت الى الفتاه و قالت : فاكس ايه؟؟
الفتاه:فاكس مناقصات عملية دبى
هى: اوك هاتيه و هاتى معاه قهوه مظبوطه
ذهبت الفتاه و قامت هى من مقعدها.. اخذت تتجول فى الحجره حتى توقفت امام المرآه .. لازلت هى بملابسها العصريه و لكنها تقدمت فى العمر بضع سنين مممم يمكن ان تكون هذه الحياه حياه هنيئه برغم كل شىء فها هى امراة اعمال ناجحه كما تمنت ... من يدرى
جاءت لها الفتاه بالفاكس و كوب القهوه و جلست هى على المكتب تؤدى بعض الاعمال بكل طلاقه كما لو كانت تعيش هذه الحياه من زمن
جائتها الفتاه قائله:باشمهندس اكرم بره يا فاندم تحبى ادخله؟؟
بشمهندس اكرم؟؟ لما تتذكر كل شىء الا الاشخاص؟؟ نظرت الى الفتاه و قالت: بشمهندس اكرم بتاع الانتاج؟؟
قالت الفتاه: لا يا فاندم بشمهندس اكرم خطيب حضرتك
خطيبيىىىى لما لا ارتدى دبله اذا؟؟ يا الله واضح ان هذه الحياه بها الكثير
نظرت للفتاه قائله: خليه يتفضل
دخل الى المكتب رجل انيق منمق الى درجه تدعو الى الاستفزاز ابتسم لها قائلا:ازيك يا بشمهندسه؟
باشمهندسه؟؟ خطيبيى و هيقلى بشمهندسه؟؟ ايمكن ان تكون الفتاه خاطئه؟؟ اعتقد ذلك..انا لا ارتدى دبله فى يدى و هو يقول لى يا باشمهندسه و الاهم اننى اشعر نحوه بشعور عدائى عجييب..
قالت له :ازيك يا باشمهندس ..خير؟؟
اخرج من حقيبته الفاخره بعض الاوراق و اخذ يعرضها عليها ..ده آخر صيغه لعقد اندماج شركتك و شركتى...و ده عرض لشراء اسهم شركه صغيره طرحت اسهمها للبيع و اتوقع انها هتكون استثمار كويس جداو ده فايل فيه قائمة المدعوين لحفل زفافنا مع تصور مبدئى للفقرات و الديكور
.. رفعت عيناها اليه بدهشه و استنكار: زفافنا؟؟؟
نظر لها مستعجب من دهشتها: اه مش احنا اتفقنا من يومين اننا هنعقد الزفاف خلال شهر من دلوقتى علشان نقدر نقضى شهر العسل فى باريس فى نفس الوقت اللى هيقام فيه مؤتمر التكتلات الصناعيه هناك و بكده محدش من الشركات هنا هيشكوا اننا رايحين علشان المؤتمر ..فنستغل عنصر المفاجأه و انهم مش مستعدين للمنافسه و ندخل بقوتنا و نحاول نكون احنا الوكيل الموجود فى مصر
. أمجذذوب هذا؟؟ تسآل عقلها كيف يتعامل مع زواجهم كصفقه من صفقاته؟؟ هى..هى ستتزوج هذا الرجل؟؟ كيف ..اخذت تتامله..انه من النوع المرتب فى مظهره بتكلف شديد حتى ان اصابع يديه تلمع بشده كانه انتهى منذ لحظات من جلسة بدى كير
يا ويلتى..اى حمقاء انا لاتزوج هذا الصوره الزيتيه؟؟!!
مروه..صاح هو ايه مالك؟؟ فوقى انتى بتبصيلى كده كانك اول مره تشوفينى فى ايه؟؟
قالت: مش عارفه بس انا مش مستريحه لحكاية الفرح اللى كمان شهر ده ثم فين دبلتى و دبلتك؟؟
نظر لها و رفع حاجبيه و اتسعت عيناه كانها قلبت له شيئا منافى للاداب العامه: دبله؟؟ دبلة ايه؟؟ انتى فعلا اتغيرتى بقالك كام يوم مش مركزه فى شغلك بصى على مكتبك..بصى التراب اللى على الفايلز اللى قدامك..و دلوقتى بتتكلمى عن دبله ..احنا اتفقنا ان التفاهات دى ملهاش مكان فى حياتنا دبله و ورد و دباديب دول حجات الناس الفاضيه احنا عندنا حجات اهم نهتم بيها بكتير
انتابها شعور غريب للضحك ..كمن يشاهد مشهد فى مسلسل هذلى او ما يشبه قالت له: طب افرض انا عايزه اسيبك اعمل ايه؟؟ الناس الطبيعيه بيرموا لبعض الدبله..انا بقى ارميلك ايه؟؟
ململ شفتيه اعتراضا على اسلوبها الطفولى:هترميلى عقد شركة الاستيراد و التصدير
اخذت تبحث فى الفايلز التى امامها و هى تهمهم هذا العقد؟؟ مممممم طيب اتفضل
نهض من كرسيه غاضبا: انا معنديش وقت علشان استجمل العابك السخيفه دى
قالت له:دى مش العاب بس صدقنى انا ارفض تماما ان انا اتجوز زوج من البلاستك زيك
قال: قولى كده..انا كنت سمعت ايشعات عن مقابلتك انتى و صاحب شركة فايبر..قدملك اوفر لاقيتيه احسن من الاوفر بتاعى صح؟؟ براحتك جدا..بس متفتكريش ان انا هسيبك كده بسهوله انا عمرى مخرجت من صفقه خسران ابداا..و خلى بالك ان انا اعرف كل شىء فى الشركه دى
و خرج و صفع الباب خلفه استرخت فى مقعدها.. ماذا حل بك يا مروه؟؟ أأصبحتى صفقه تباع و تشترى؟؟ اقتلتى قلبك تماما ام قمتى ببيعه فى مزاد؟؟
بينما هى بين افكارها اقتحم مكتبها مجموعه من رجال الشرطه و جائها الظابط قائلا:باشمهندسه مروه عز الدين..مطلوب القبض عليكى بتهمة اتخاذك شركتك كستار لادارة اعمالك الغير مشروعه..اقبضوا عليها _____________________________________________________________
فى بوكس الشرطه _________
انا مبقتش انا..اخذت مروه تردد بصوت عال ..انا ايه حصلى؟؟ انا وحشه اوى كده؟؟؟؟ حراميه و قاتلة قتله ... انا تعبت بجد تعبت ليه بيحصل فيا كل ده رفع العسكرى عينيه و قال لها فى هدوء: قولى الحمد لله..غيرك متاخد فى قضايا اكبر منك فيها اعدام
قال:مصدقك..بس لازم تهدى و تفكرى انتى مين؟؟..و ليه ده بيحصلك؟؟ مش يمكن حد عاوز يوصلك رساله و انتى بعندك مش عايزه تفهمى
هى:انا مش فاهمه حاجه ..مش فاهمه حاجه صرخت بقوه و قفزت من عربة الشرطه المسرعه الى الطريق و الى عجلات عربه اخرى مسرعه___________________________________________________________
العنايه ____
الطبيب صارخا: كله يبعد هديها صدمه كمان
اشفق عليه الجميع فمن الواضح ان قلب الفتاه لا يستجيب و لن تفيد صدمه او عشره..______________________________________________________________
عقل مروه _____
انتفضت من نومها على يد صغيره تهزها برقه قائله: تيته..انتى بتحلمى و لا ايه؟؟
فتحت عيناها ببطء و نظرت امامها فرات طفل صغير احست له بحنين غريب فقامت بصعوبه و احتضنته بقوه و قالت له : اظاهر كده يا حبيبى
اين انا الان نظرت حولها هى فى غرفه مزينه و محاطه بالالعاب..و لكنها لا تستطيع الحركه بسهوله..ربما لما تعرضت له فى حياتها الماضيه عندما صدمتها العربه ربما تثاقلت على نفسها وقامت
و ها هى المرآه مره اخرى يا الله..
كم فزعت هذه المره اصبحت كبيرة السن بمعنى الكلمه ما كل هذا الشعر الابيض انحنى ظهرها حتى صارت فى طول الطفله الصغيره رسم الزمن على وجهها خريطه من التجاعيد
اه..لذلك يقول لى الصبى تيته..اذا لى اولاد و احفاد هى حياه اهدء مما توقعت و لكنى اريد الراحه الان لن اتذمر منها فانا احتاج هذه الحياه بشده
دخلت عليها امراءه قائله: يلا يا طنط يا ريت حضرتك تجهزى شنتطك و تطلعى تفطرى قبل ما الاسطى حسن يجى
و تركتها و رحلت......احضر حقيبتتى..لما؟؟
ربما ساذهب لابن ثانى
هى ليست ابنتى من المؤكد انها زوجة ابنى حضرت الحقيبه و خرجت لها
ابتسمت لها قائله:هو انا هروح عند حد تانى من اولادى؟؟
رمت الفتاه المجله التى كانت بين يديها و قالت: اظن اننا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده يا طنط و قلنا ان اللى بيحصل ده لمصلحة حضرتك ارجوكى متخليش الموضوع صعب علينا و عليكى انتى عارفه ان أدهم مقدرش يقعد النهارده فى البيت علشان مش يقابل حضرتك قبل ما تمشى..انتى عارفه هو قد ايه عاطفى و مش بيستحمل
قالت ببعض من الخوف: هو انا رايحه فين؟؟
الفتاه:رايحه دار المسنين يا طنط..زى ما انتى طلبتى بنفسك..ارجوكى تانى متصعبيش الموضوع علينا حرام بقى فكرى فى اولادك و مشاعرهم شويه
هى:اولادى هيودونى دار مسنين؟؟ انا؟؟ ليه؟؟ هيرمونى بعد ما كبرت؟؟ خلاص معدوش محتاجنى..طول عمرى كنت بحلم باولاد و احفاد احبهم و يحبونى ارعاهم و هما صغيرين و يرعونى و انا كبيره..و انهمرت فى البكاء
ذهبت الفتاه اليها و احتضنتها:يا طنط يا حبيبتى انا مش عارفه انتى رجعتى فى كلامك ليه؟؟ انتى اللى طلبتى كده من ادهم بعد ما رفض انه يرفع قضية الحجر على باباه و حلفتى انك مش هتقعدى فى بيته و لا بيت حد من اخواته
تمتمت فى ذهول:حجر؟؟؟هو انا جوزى عايش؟؟
الفتاه: اظاهر انك تعبانه يا طنط ..ادخلى نامى شويه و لما تصحى نبقى نتكلم..مش لازم تروحى الدار النهارده
الفتاه:يا طنط عمو عايش ربنا يديله الصحه انتى زعلتى لما اتجوز برغم انكم متطلقين بقالكم اكتر من 15 سنه و هو لما قرر يجيب حد يقعد معاه و يونسه و يتجوز انتى طلبتى ادهم و اخواته بالحجر عليه مع ان ده حقه..
هى بذهول:اتجوز عليا و طلقنى؟؟
الفتاه:انتى اللى طلبتى الطلاق ...و كان قبل الطلاق الحياه بنكم تكاد تكون مستحيله انتى كان ليكى اصدقائك و حياتك و للاسف هو و الاولاد مكنوش ضمن حياتك دى صدقينى ده لسه مأثر على نفسيتهم الى الان انا سعات ادهم بيقعد يكلمنى و عينه تدمع لما يحضن بنتنا الصغيره بين درعاته و يقلى انا عايزه ادلهم الحنان اللى اتحرمت منه و انا صغيرادهم بيحبك رغم كل شىء بس ميقدرش يعمل كده فى باباه
نهضت من مقعدها و اتجهت الى الشرفه ..كانت لا تستطيع التنفس ليه؟؟ ليه فى كل حياه اطلع وحشه؟؟ انا فى حياتى الاولى مكنتش كده؟؟ ايه؟؟عايز تقلى ايه؟؟ اييييييييييييييه اختل توازنها و سقطت من الطابق ال 8 ____________________________________________________________________
مازلنا فى عقلها ________
مازالت تسقط و لكنها الان تسقط فى بئر عمييييييييق ضيق مظلم ..مخيف اين نهايته قلبها لا يستطيع تحمل كل هذه الانفعالات اخيرا ها هى نهايته ..سقطت من فوهته على ارض صلبه اين هى؟؟
نظرت حولها هى فى مكان يشبه المقابرلا لا هى المقابر فعلا شعرت بقبضه و خوف الظلمه حالكه و هى وحيده سمعت اصوات من خلفها اقشعر لها بدنها للحظات ثم انطلقت راكضه دون ان تنظر خلفها و انطلق الاصوات خلفها بنفس القوه اخذت تركض بين المقابر رأت من الاهوال ما لا يتخيله عقل صرخات قبور مفتوحه على مصرعيها تشتعل لهيب نساء فى اقبح صوره يترنحن فى سلاسل و قيود صرخت باعلى صوتها و هى تركض رحماك يا رببببببى رحممممممممممماك
فجأه ظهر امامها باب يشع منه النوردخلته راكضه هى الان فى غرفه بساطها اخضريجلس فى نهايتها شيخ عجوزجميل الملامح نقى الوجه يقرأ فى كتاب الله ذهبت اليه و جلست امامه قالت:..انا..انا... الشيخ: انتى امة الله..اليس كذلك؟؟ هى:امة الله؟ الشيخ:اى نعم امة الله..اليس هو خالقك؟؟ام لكى خالق غيره؟؟ هى:هو خالقى الشيخ:هو من وهبك جمالك الذى تتباهين به اليس كذلك؟؟ هى:نعم الشيخ:هو من وهبك عقلك الذى تقولين انه سر نجاحك اليس كذلك؟؟ هى: نعم الشيخ:هو من وهبك حياتك جميعها..هو من قدرها لكى..و هذا يعنى انها ليست ملكك انتى اليس كذلك؟؟ هى بتردد:نعم الشيخ:اذا يا بنيتى كيف تاخذين بيديكى هاتين ما ليس ملكك من الاساس..أسارقة انتى؟ هى: لا يا شيخ انا لست سارقه..و لا خائنه..و لا قاتله صدقنى الشيخ: كيف اصدقك و قد زهقت حياتك و هى ليست ملكك..سرقتيها عندما قررتى وضع نهايه لها بيديك ..تجاهلتى رحمة ربك استكبرتى ان تسجدى له ..ان تطلبى منه الرحمه و الشفاء..اعتقدتى انك تملكين زمام الامور و فى الحقيقه كنتى تقبضين على سراب بين يديكى
هى باكيه:لقد ذهبت من قبل الى باب ربى..و بكيت ..و طلبت الرحمه..و لكنى لم اجدها..طلبت ان يشفى ابى..و لكنه مات فلما اطلب و انا اعلم ان دعائى لن يستجاب
نفضها الشيخ بقوه و قال: استغفرى الله يا فتاه
هى: استغفر الله العظيم
الشيخ:يوم ما دعوت ربك باكيه ساجده ان يشفى لكى اباكى و يرحمه استجاب دعائك و كانت رحمة الله فى وفاته فى دخوله جنات الله عز وجل فى تركه الحياه بكل ما فيها من متاع الغرور و ذهابه الى دار السعاده و الهناء
و لكنك نظرتى لموته بانانيه فانتى لم تريدين الخير له كما كنت تزعمين.. كل ما اردته ان يبقى بجانبك انت.. و هو الخير لكى من وجهة نظرك
اطرقت الفتاه و سرح بها خيالها مع كلام الشيخ
بالفعل كان اباها يتعذب فى مرضه الاخير سقطت دموعها عندما تذكرته..
نعم كانت تفكر فى حياتها هى عندما دعت الله ان يبقى لها اباها حيا
نعم هى انانيه و حتى لا تعترف بانانيتها ابتعدت اكثر و اكثر اخذت تمضى فى دروب الحياه معتقده انها يمكنها السيطره على كل شىء
الشيخ: ابتعدتى عن رحمة الله باختيارك..فابتلاكى بمرضك ليعيدك لرحمته مره اخر فاذا بك تزهقين حياتك فكان لابد لكى من درس قاس ترين فيها ان بدون الدين لا تصح الحياه فعشتى حياة احلامك و لكنك كنت فيهم قاتله خائنه سارقه هربتى و لم ينجدك من مخاوفك و من نفسك الا طلبك الرحمه من الرحمن جل جلاله
انهمرت الفتاه فى البكاء
الشيخ:ابكى يا بنيتى فالدموع تطهر القلوب اغسلى قلبك بدموعك فلولا انك تحملين قلبا صادقا لما منحتى فرصة التوبه توبى الى الله الى خالقك الى بارئك الى نور السموات و الارض و بديعهما هو الرحمن الرحيم العفو توبى يا بنيتى توبى_______________________________________________________________________
العنايه ____
وقف الجميع مشدوهين فبعد ان ترك الطبيب جهاز الصدمات معلنا فشله و نظرت الاسى تملاء عينيه بعد ان سمعوا صفار جهاز رسم القلب حدث شىء يقرب الى المعجزه ها هى الايشارت ترتسم من جديد على الجهازمنتظمه مستقره ها هى تعلن ميلاد جديد ميلاد قلب
Posted by big big girl...in a big big world ::
6:03 PM ::
14 comments: