ورقه و قلم
ورقه و قلم

Sunday, February 4, 2007

ليلة بين حروفى

كان يوما من أيام الشتاء شديدة البروده..حيث تشعر برغبه ملحه فى الاختفاء بداخل الاغطيه الكثيره التى تتدثر بها

زاد هذا الشعور الانفلونزا التى أصبت بها البارحه..أشعر أن جسدى أصبح كالمصفاه..يتلقى من خلال فمى كوب الاعشاب الساخنه..و الشوربه..و الليمون و يخرجهم عرقا غزيرا
شعور غريب أن تعرق و أنت تتجمد من السقيع

آهه اتمنى النوم حتى أرتاح من آلام أنفى المبرحه..لكنه صعب المنال

تحت أغطيتى بدأت عملية التنفس من الفم و ابتدت عيناى تغلق درجه درجه من كثرة الدموع التى تفرزها

فجأه سمعت صوت غريب فى الغرفه
نهضت من سريرى و أنا مازلت أشعر بالدوار
إذا بالصوت يرتفع و يرتفع

الغريب أنه كان يأتى من مكتبتى التى تقبع أمام سريرى مباشرة...الصوت كان صوت همهمه لا أفهمها

ظللت أقترب من المكتبه حتى وجدت الدفتر الذى أدون فيه خواطرى يصدر منه ضوء مشع...و الاغرب أن الهمهمه كان هو مصدرها أيضا

فتحت دفترى ببطء فأنطلق منه الضوء و غمرنى كلى..أخذت أتضاءل و اتضائل حتى أصبحت بحجم الحرف

وجدت أمامى فى غلاف دقترى شىء يشبه البوابه التى فتحت على مصرعيها داعيه اياى للدخول

دخلت و أنا أشعر شعور أليس عندما فتحت لها بوابات بلاد العجائب

وجدت أمامى الحروف جميعا يجلسون فى حلقه واسعه

ووجدت الشرطه التى طالما وضعتها فى بداية كتاباتى تتحدث الى قائله: أهلا بك معنا فى عالمنا و عالمك...أشتقنا أليك كثيرا..فمنذ فتره طويله و نحن حبساء بين عقلك و بين سن القلم...هجرتى أصدقائك و أخذتك زحمة الحياه...لكننا عندما وجدناكى مريضه أردنا أن نخفف عنك و ندعيك إلى حفلة ساهرة معنا

إبتسمت لها قائله:أشتقت لكم انا ايضا...أشتقت لأجتماعكم معا مكونين كلمة تصف كل ما أشعر به...كلمة هى جزء منى..لا ليس زحام الحياه ما أبعدنى عنكم إنما هو خوفى...خوفى أن أجمعكم فى كلمات فأرى ما أحاول أن اخفيه عن نفسى من هموم الحياه و قد أجتمعت أمامى على السطور
فأنتم أصدقائى لا تقبلون الزيف...دائما أنتم مرآة لى أرى فيها ذاتى...ربما أنا الان لا ارغب فقط أن أنظر الى المرآه


هنا وقف حرف الحاء و قال: حزن...دائما مرتبطين نحن معك باحزانك عزيزتنا..الحزن شعور إنسانى رائع..احبه عن نفسى كثيرا...و لكن عزيزتى كما إننى أنا بداية الحزن فأنا أيضا بداية الحريه...الحلم...الحياه و الحب
لماذا لا ترى فى الا الحزن؟؟ لما لا تشاركينى معك حريتك و حلمك و حياتك و حبك؟؟؟

هززت كتفى قائله:أتدرى لطالما تسائلت نفس السؤال...لما أكتب فقط عندما يكون بداخلى حزن جديد...ربما الحزن مرتبط بالابداع...لا أدرى و لكنى اعلم مدى عظمتك ايها الحاء
أنت الحريه التى أعشقها
انت الحلم الذى يطينى امل فى الحياه
و أنت الحب الذى يبحث عنه الجميع
أعتذر لك عما سبق ..اعتذر اننى استخدمتك فقط فى احزانى و اوعدك اننى ساستخدمك فى التعبير عن معان آخرى جميلة مثلك
من الان ساحاول ان ارى فيكم يا حروفى العزيزه كل المعانى التى تحملوها و ليس فقط الجزء الشجى منها

ثم بدأت أتحدث بصوت مرتفع أكثر كأننى أخطب فى جماهير غفيره

فأنت أيها الالف الجليل..يا بداية أب و أم ..أخ و أخت...يا واقعى الذى أعيشه و حلمى بأبن فى مستقبل آت
أنت الحبيب الذى خطيت بداية أجمل المعانى فى حياتى

و تأتى الباء و تكون بلادى التى طالما أحببتها حتى الثماله...و الميم تحدد اسم الحبيبه الغاليه مصر التى ثرت عليها و بكيت فى أحضانها
تهيم الشين بالشوق و الشجن اللذان يحيون قلبى و يزيحون عنه الاتربه...تحمل النون عشقى الذى يملؤنى لنهر النيل فارسى المغوار..و تشع علينا القاف نور من نور القمر

ثم تأتى بين السطور النقطه التى إن وضعت بين الكلمات كانت تعبر ببلاغتها عن أشياء عجزت عن صياغتها و إن وقعت فى آخر السطر كانت نهاية لقصه كانت و عمر مضى
و علامة الاستفهام التى أعييتها معى فى مشوار حياتى و التى أستدعها كلما وجدت حولى أشياء يعجز عقلى عن استيعابها من ظلم و قهر و موت

حروفى العزيزه...يا من كونتم كلمات حياتى..يا اقرب الاصدقاء و أوفاهم..أعذروا أنانيه منى كانت

نهضت الحروف جميعا و أخذوا فى تكوين أروع الكلمات من أمل ..محبه..نقاء...وفاء...عطاء...جمال...رحمه

كانت الكلمات تتكون و تختفى مثل الموجه الخفيفه التى تتكون فى الانهار و كنت انا سابحة بينهم و فى عيناى انبهار و حب لهم كبير

كونوا معا أخيرا جمله واحده قائلين: تعلمى أن تحبى واقعك..حتى تعيشين حلمك

لم أدرى الا و يد امى تهزنى داعية اياى ان استيقظ لاخذ دوائى
نهضت و أخذته و لم أنسى ان امنح دفترى القابع فى المكتبه ابتسامه تحمل حب و امتنان لحروفه التى تسكنه


Posted by big big girl...in a big big world :: 6:47 AM :: 5 comments:

إتفضل الورقه و القلم

---------------------------------------